من أقوال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ

قولي صواب ويحتمل الخطأ وقول غير خطأ ويحتمل الصواب .



الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

مقتطفات من خطبة وسائل التواصل الاجتماعي .





وسائل التواصل وسائل بناء أم وسائل هدمٍ وإفساد

بسم الله رحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....وبعد:-

هذه مقتطفات من خطبة كنت قد ألقيتها كنت قد ألقيتها قبل أكثر من سنة ، وقبل ذلك كنت قد ألقيتها كلمة في أحد المساجد بمكة المكرمة ولأهمية الموضوع سأشارك بها اليوم في صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي كونها أعدت في الأصل لهذا الغرض .

فأقول وبالله التوفيق: كان الناس في السابق يحذرون من فلتات اللسان وسقطاته وزلاته ويوردون قول النبي صلى الله عليه وسلم (( وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟)) وَقَوْلَهُ عَلَيهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وقد ألفت في خطر اللسان العديد من الكتب وألقية فيها المحاضرات والدروس والمواعظ الكثيرة تحذيراً للمسلمين من خطِرها.

أما اليوم فقد صمت اللسان وتحركت الأصابع وشاهدت العينان وسمعت الأذنان ومرض القلب وساءت الأخلاق وكثر الفساد وانشر الشر وقل الخير إلا ما رحم ربك .

أحبتي الكرام: نحن اليوم في زمن تقارب فيه البعيد وابتعد فيه القريب ، وكثر فيه الأصدقاء وقل الصديق ، وكثرت فيه الأخبار وانعدمت المصداقية ، انتشرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي وانعدم فيه التواصل الحقيقي، تقاربت فيه الأخبار وتباعدت في القلوب ، والأدهى والأمر أن هذه الوسائل أصبحت معاول هدمٍ ومنابر فساد .

أتاحت لكل مفسد وكل وحاقد على الإسلام والمسلمين أن ينفث سمومه كيف شاء دون حسيبٍ أو رقيبٍ ، أُججت عن طريقها الثورات وحُرض عن طريقها المفسدون ، بسببها تمردت المرأة على زوجها وعق الابن أباه وظهر هروب الفتيات.

بسببها زنى السمع والبصر وتأثر القلب وسقم الفؤاد، شوهدت عن طريقها العاهرات وهن يمارسن الرذيلة وكشفت العورات ونُظِرَ إليها دون حياءٍ ولا خوفٍ من الله .

عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية والأجهزة الذكية بالصوت والصورة والنقل الحي، تعلم الصغير والكبير ما كان يجهله كثيراً من العلماء ، وما لا يعرفه إلا الأذكياء من الأطباء مما كان يستحيي أكثر الأطباء أن يتعلموه أو يطلعوا عليه ؛ من كشف العورات وأسرار الجنس والأعضاء التناسلية وما أشبه ذلك .

أما اليوم فقد أصبح الطفل الذي لا يتجاوز العشر السنوات يحدثك عن أشياءٍ يستحيي إبليسُ من الحديث عنها دونما حياءٍ ولا خجل. والله المستعان .

أحبتي الأفاضل: كان المفترض أن يستعين بوسائل التواصل الاجتماعي على صلة أرحامهم ، وإبلاغ دعوة الحق إلى الخلق ، ينشرون من خلالها كل مفيدٍ لإخوانهم ، ويتبادلون عن طريقها العلم النافع ، ويتواصون عن طريقها بالبر والتقوى وإبلاغ دين الله لبني البشر ، فالمسلم يتمنى الخير لبني البشر أجمع مسلمهم وكافرهم فيحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه وفي الحديث (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) ، ويحب للكافر أن يدخله الله الإسلام وينقذه من النار ، ولأجل ذلك أرسلت الرسل وأنزلت الكتب لإخراج الناس من الظلمات إلى النور .

فهذه هي مهمة المسلم والذي كان من المفترض أن يستغل هذه الوسائل التي أتيحت له في هذا الزمن ولم تتح لمن قبله .

أما أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي وسائل هدمٍ وفساد ومنابر شرٍ وإفساد ووسائل تخريبٍ وإلحاد فلا خير فها ولا في أهلها .

أخي المسلم: تأمل وخذ من هذه الوسائل ما يفيدك في دينك ودنياك وإياك أن تستخدمها فيما يغضب الله .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه / أ. جبر البجالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق