من أقوال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ

قولي صواب ويحتمل الخطأ وقول غير خطأ ويحتمل الصواب .



السبت، 31 ديسمبر 2016

من ذاكرة التاريخ

ورقة امتحان في مادة النحو 111 أيام الدراسة الجامعية عثرت عليها بين طيات مكتبتي إذا لم تخني الذاكرة أن مدرس المادة كان فضيلة الدكتور حماد الثمالي فقد أخذت عنده أكثر من مادة في النحو وكان ذلك عام 1421هـ 

السبت، 17 سبتمبر 2016

القلوب وأقسامها ؛ بحث كنت قد كتبته قبل عدة سنوات ضمن برامج المسجد التي كنا نقوم بها .

 
القلوب وأقسامها
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحيه أجمعين أما بعد: فإن القلبَ ملكُ الجوارحِ والمهيمنُ عليها، وهو الذي إذا صَلَحَ صَلَحَتِ الجوارحِ كُلُها وإذا فَسَدَ فَسَدَتِ الجوارحِ كُلُها، ولذلك تعددت أوصافُه في القرآن الكريم و في سنة سيد المرسلين وفي كلام الأئمة المحققين . فقد جاء في كتابِ اللهِ عز وجل ذِكرُ القلبِ السليمِ , قال تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }[الشعراء 088-089] . كما جاءَ ذِكرُ القلبِ المطمئن، قال تعـالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }[الرعد 028] وجاء أيضاً ذكرُ القلبِ القاسي الذي لا ينتفعُ بالمواعظِ والآياتِ ، ولا تؤثر فيه الحوادثِ والمفزعاتِ ، قال تعــالى:{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }[البقرة 074] وقد تَوَعْدَ اللهُ تِلْكَ القُلُوبَ عَلَى قَسْوَتِهَا فقال: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }[الزمر22]
أقسام القلوب
قَسَّمَ النبيُ r القلوبَ إلى قسمينِ: قلبٍ أسودَ منكوساً لا يعرفُ معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشربه  الفتنُ على القلوبِ كعرضِ الحصيرِ عوداً عوداً فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتتْ فيهِ نُكتَةٌ سوداءُ ، وأيُّ قلبٍ أنكرها نُكِتَتْ فيهِ نُكتَةٌ بيضاءُ حتىَّ تعودَ القلوبُ على قلبينِ: قلبٍ أسودَ مربادّاً  كالكوزِ مُجَخِّياً لا يعرفُ معروفاً ولا ينكرُ منكراً إلا ما أشربَ من هواه وقلبٍ أبيضَ ،فلا تضُرُّهُ فِتنةٌ ما دامتِ السماواتُ والأرضُ)) [رواه مسلم 144]
فالقلب الأسود هو القلب المنكوس الذي يقبلُ من الحقِ إلا ما وافقَ هَوَاهُ ، أما ما يُخالِفُ هَوَاهُ فإنه لا يقبله لا يعملُ بهِ .
وأما القلبُ الأبيضُ فهوَ الذي صَفَتْ سرِيرَتُهُ وأخْلَصَ لله في عبادتهِ  فكان أمرُ اللهِ ورسولهِ r  أحبَّ إليهِ من هَوَاهُ فلا يُقدِمُ على أمرِ اللهِ ورسولهِ r:شيئاً كائناً من كان .
        واعلم ـ أخي الحبيب ـ أن القلبَ أغلى ما يملِكُهُ الإنسان ، وهو الذي إذا صَلَحَ صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله قال r : (( ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) متفق عليه.
وقال r : (( إن هذهِ القلوبَ تصدأ كما يصدأُ الحديد  إذا أصابه الماء قيل: يا رسول الله وما جلاؤها قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن )) [رواه البيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في الحلية ]
      وقال r (( إن هذه القلوبَ أوعيةٌ فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره ))[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ].
ثم اعلم أخي الحبيب ـ وفقهك الله ـ أن الله عزوجل إذا أعطى العبدُ قلباً سليماً فقد أعطاه خيراً كثيراً وإن حرمَهُ من بعضِ مُتَعِ الدنيا ، وإذا حَرَمَهُ اللهُ القلبَ السليمَ فقد حَرَمَهُ خيراً كثيراً وإن أعطاه كثيراً من مُتَعِ الدنيا . قال r : (( إن الله عزوجل لا ينظرإلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)).
أمراض القلوب
ذكر النبيr:في هذا الحديث من أمراض القلوب، داءينِ عظيمينِ ومرضينِ خطيرينِ :
أحدهما: الشبهات، وذلك بأن يشتبهَ على القلبِ المعروفُ بالمنكرِ، فيُصبِحُ لا يعرفُ معروفاً ولا يُنكرُ منكراً إلا ما أشربه من هَوَاهُ ، وربَّما استحكمَ عليهِ المرضُ حتىَّ يعتقدَ المعروفَ منكراً ، والمنكرَ معروفاً والسنةَ بدعةً والبدعةَ سنةً والحقَّ باطلاً والباطلَ حقاً .
وهذا هو حالُ المنحرفينَ في هذا الزمانِ ، الذين جعلوا المسلمينَ كفاراً والمؤمنينَ فجاراً ، وولاةَ الأمورَ ظلمةٌ يجبُ قِتَالُهُم , ومن ثم استباحوا دماءَ  المسلمينَ وترويعَ الآمنينَ وتدميرَ الممتلكاتِ ، وعدُّوا ذلكَ جِهاداً في سبيل الله .
        الثاني: الشهوات ، وذلك بان يُقدِمَ شَهَوَاتِهِ، على ما جاءَ بهِ الرسولُ r فلا يقبل إلا ما وافق هَوَاهُ ، وانْسَجَمَ مع رغباتِهِ ، وهذا في الحقيقةِ إنما هو عبدٌ لهواه .
        واعلم أخي الحبيب ـ حفظك الله ورعاك ـ أن علاجَ مرضَ القلوبِ وإصلاحَ ما فسدَ منها، إنَّما هو بالرجوعِ إلى كتابِ اللهِ وسنةِ رسول الله r فهو الأمرُ الذي صَلَحَ به أولُ هذه الأمةِ ولن يَصْلُحَ آخِرُهَا إلا بما صَلَحَ به أولُهَا . وبالله التوفيق ،،،،
 
        اعداد/ جبر بن عطيه فرج البجالي
إمام وخطيب جامع وادي جليل

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

رسالة إلى كل زوج وزوجة ، تعليق على قصة منقولة كنت قد علقت عليها قبل سنوات .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذه رسالة أرسلها من هذا المنبر إلى كل متزوج ، رسالة أرسلها إلى كل من استرعاه الله زوجة ، رسالة أرسلها إلى كل أبٍ وأمٍ يريدان السعادة لابنتهما ، رساله أرسلها إلى كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ ، رسالة أرسلها إلى كل غيور .
إخواني:  ستقرون في هذه السطور قصةً محزنةٌ وواقعة من التعاسة بكان، أقدمها لكم ممزوجةً بدموع الحسرة والأسى لعلها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعيةً  ليتذكر من {كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
 
عنوان هذه القصة المحزنة والقضية الساخنة
!!!!! وجدت الحنان و( حرف الحاء ) عند صاحب المكياج !!!!!
إنها رسالة وصلت إلى أحدِ المشائخ من إحدى الأخوات . تقول هذه الأخت: : " زميلتي متزوجة ولكنها تعاني من زوج لا يجلس في البيت ، بل يخرج من العصر حتى الساعة الواحدة ليلاً ، ثم يرمي بنفسه على سريره لينام ، ونسي أنني " زوجة " أريد حرف الحاء : " حنان" و"حب" . فوسوس لي الشيطان لأبحث عن هذا الحرف في مكان آخر ، ذهبتُ لوحدي مع سائق أجره للسوق ، ودخلتُ محلاً للأدوات الخاصة بالمرأة من المكياج ونحوه , ودخلت لأقضي وقتي في رؤية هذه الأصباغ والمواد التجميلية. ولكن البائع كان يملك حرف الحاء فرآني وقد عرضتُ بعض المواد ، فقال: يا أختي بشرتك جميلة ، وهذا لا يناسبك لم لا تأخذين نوعاً آخر؟ وجاء بنوع آخر ، وعرضه علي ، وأعجبني فنظرت ُ إليه ، ونظر إلي وكانت نظرته مليئة بحرف الحاء " الحب" هكذا زين لي الشيطان.ثم خرجت ورجعت للبيت ، الذي لا أجد فيه هذا الحرف ، بل أجد " الزوج نائماً أو خارجاً مع حرف الحاء. ودعتني نفسي الأمارة بالسوء لزيارة ذلك المحل .فدخلتُ ، فرأيت الرجل في هيئة حسنة وشممت منه عطراً جميلاً، فجذبني ذلك إليه. وابتسم لي ابتسامة ، لم أرها من زوجي منذ تزوجته . رمى بالورقة الصغيرة التي فيها رقمه ، فشعرتُ بنفسي تدفعني لأخذها لعلي أجد حرف الحاء. أخذت الرقم ، واتصلتُ عليه ، بكل شجاعة مقرونة بدموع الحسرة والندم ومُلطخة بشيء من الحياء. ودام الاتصال أياماً وأسابيع.... ولازال الزوج في غفلته عن زوجته الفقيرة إلى حرف " الحاء" . وجاء أخو الزوج ليسكن معنا في منزلنا ، وبقي مدة معنا ، ولاحظ انشغال خط الهاتف لأني أكلم صديقي الذي وجدتُ عنده حرف الحاء . فما كان من ذلك الأخ المجرم إلا أن قام بتسجيل إحدى مكالماتي في شريط كاسيت، وقدمها لأخيه " زوجي" ووضعها في سيارته ، ولما ركب زوجي السيارة سمع الشريط ، وتفاجأ بما فيه ، ورجع إلي يضربني ويتهمني ويسبني ورمى علي القنبلة " أنت طالق" وأخذني ومعي طفلتي ( ابنته ) ليرمي بنا في بيت أمي المسكينة ....ومضت الساعات وأنا أسيرة وكسيرة وبجانبي طفلتي التي لا ذنب لها ....فيا زوجي العزيز: أعترفُ بخطأي ولكن هل من عودة مقرونة بحرف " الحاء" ؟
((( منقولة من موقع ياله من دين لوكان له رجال )))
 
التعليق:
إن في هذه القصة وما تحمل في طياتها من معاني الأسى والحزن ، وما اكتنفها من فضيحةٍ لذلك الزوج وتلك الزوجة وأهلها ، وما تبعها من تعاسة وخراب لذلك البيت وتشتيتاً لتلك الأسرة ، رسالةً حية وتبيهاً صريحاً {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. فهذه القصة لم تكن من نسج الخيال بل هي واقعة من مئات الوقائع وقصة من آلا ف القصص المحزنة ، والتي كان سببها الإهمال وإضاعة الأمانة وتضييع الرعية يقول صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يسترعيه الله رَعِيَّةً فلم يَحُطْهَا بنصحه إلا لم يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ )) متفق عليه . وفي رواية (( مَا مِن عَبْدٍ يسترعيه الله فيموت وهو غاش لرعيته إلا لم يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ )) .
تحذير:
 هذه القصة مثالاً حياً ورسالة صريحة ونداءً مباشر لكل من غفل عن أهله وأضاع رعيته أن المصير واحد والنتيجة واحدة مالم تكن عصمة من الله جل وعلا .
تنبيهٌ هام :
إن المرأة كالرجل تحتاج إلى زوجها كما يحتاج الرجل إلى زوجته تبحث عن حنانه كما يبحث عن حنانها تفتقده إذا غاب عنها كما يفتقدها إذا غابت عنه ، تريد أن يجلس بجانبها وأن يتكلم معها ، تريد أن يمدحها وأن يثني عليها ، وأن يبتسم في وجهها وأن يظهر لها في مظهرٍ حسن كما يحب منها أن تظهر له بمظهرٍ حسن ، تريد أن يتجمل لها كما يريد هو أن تتجمل له ، يقول ابن عباس رضي الله عنه : ( إني لأتجمل للمرأة كما أحب أن تتجمل لي ) . تريد منه حسن معاشرته لها كما يريد هو حسن معاشرتها له .
لقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم حسن المعاشرة لأزواجه ، فكان يبالغ في مدحهن والثناء عليهن وبيان فضلهن وما لهن من مزايا، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) متفق عليه ، فكان صلى الله عليه وسلم يحفظ لزواجاته ودّهن، ويعترف بجميلهن حتى بعد وفاتهن، فحينما عاتبته عائشة رضي الله عنها قائلة له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! أجابها بقوله: (( إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد)) رواه البخاري .
فبين لها صلى الله عليه وسلم أنه يحفظ لخديجة جميلها حيث ساندته في بداية دعوته ووقفت معه وخففت عنه آلام الدعوة وواسته بمالها.
أمنية:
فياليتنا نقتدي به في هديه صلى الله عليه وسلم فنحسن التعامل مع زوجاتنا فنمنحهن شيئاً من الحنان والمحبة لنحفظهن ونعصمهن بإذن الله من الانجراف وراء الكلام المعسول الذي قد يواجههن في يوم من الأيام فينخدعن به لأنهن ما عرفنه عندنا .
 
رسالة إلى كل زوجة ابتليت بزوجٍ كهذا:
أختي المسلمة ـ اعلمي رحمني الله وإياك ـ أنه مهما ابتليت بزوج لا يعرف الحنان ولا يقدر الحياة الزوجية ولا يجلس في البيت فإن ذلك لا يبرر لك الوقوع في الحرام ولا يجوز لك أن تبحثي عن الحنان وحرف الحاء عند رجل أجنبي ولا أن تكلمي رجل أجنبي ، فاتق الله واصبري حي حتى يأتي الله بالفرج ، سيعوضكِ الله على صبرك عاجلاً أو آجل .
                                                    
                                                     أخوكم ومحبكم/ جبر البجالي
لا تنسونا من دعواتكم وتوجيهاتكم وملاحظاتكم الهادفة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاة