من أقوال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ

قولي صواب ويحتمل الخطأ وقول غير خطأ ويحتمل الصواب .



الخميس، 27 أكتوبر 2011

ماذا قددمنا لأمتنا وأنفسنا ؟



 




بسم الله الرحمن الرحيم

 
{لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى }
قدم سلطان بن عبد العزيز آل سعود _ يرحمه الله _ لأمته ، بل قل قدم لنفسه من الحسنات ما لايعلمه إلا - الله تعالى - فما أن أعلن عن وفاته حتى تسابق الكتاب والإعلاميون لإبراز شيئاً من تلك الأعمال والبحث عن مآثره الحسان ، واستولى خبر وفاته على جميع وسائل الإعلام العالمي دون استثناء – سواءً كانت تلك الوسائل مقروءة أو مسموعة أو مرئية – فالجرائد والمجلات والصحف والتلفزة وشبكات التواصل (الانترنت) على اختلافها . أظهرت الكثير من مآثره وعرضت الكثير من مواقفه ، وصرح المتحدثون ببعض عطاءاته واستعرضت مقاطع من كلماته بالصوت والصورة ومن أجملها - تلك الصورة التي أبكت الكثير عندما حمل ذلك الطفل المعاق الذي قاله أنا أحبك فقال له سلطان وأنا بعد أحبك - وأشياءٍ أخرى لا تعد ولا تحصى .
ولا شك أن هناك أشياء لا يعلمونها ولم يطلعوا عليها ممهما بحثوا عنها إنما يعلمها الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وسيجازيه عليها أحسن الجزاء فالله كريم يجازي الكرماء رحيمٌ بالرحماء سبحانه وتعالى .
وما شاهدناه من هذه المآثر العظيمة والثناء الجميل إنما هو من عاجل بشرى المؤمن قال صلى الله عليه وسلم : (( أنتم شهداء الله في أرضه )) نسأل الله أن يتغمد سلطان بن عبد العزيز بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ووالدينا وجميع موتى المسلمين .
وقد رأينا على أرض الواقع العجب العجاب عندما توافد المعزين إلى مدينة الرياض من جيمع أنحاء العالم – حتى أنني رأيت الطائرات على المدرج لا تجد لها مكاناً لتفريغ حمولتها إلا بعد طول انتظار ، ورأيت صاحب السمو الملكي الأمير سطام نائب أمير منطقة الرياض ومن معه من السؤلين يستقبلون تلك الوفود ولا يجدون وقتاً للجلوس أو مغادرة المطار من كثرة الوافدين من رؤساء الدول وممثلوا المنظمات من أكثر من مائة دولة إسلامية وصديقة - وأقيمت عليه صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة وفي كثير من الدول الإسلامية وفي سفارات المملكة في جميع أنحاء العالم ، واستقبل العزء في الديوان الملكي وفي إمارات المناطق وفي سفارات المملكة وممثلياتها في جميع أنحاء العالم مما لم يسبق له نظيرٌ من قبل لا على مستوى القيادات السياسية ولا على مستوى القيادات الدينية فضلاً عن الأفراد .
أخوتي الكرام : بقي أن نقف مع أنفسنا ونسألها بعض الأسئلة ونجيب عليها بأنفسنا لعلها أن تنير لنا الطريق في حياتنا وبعد مما تنا . ومن الأسئلة المقترحة مايلي:
1. هل الذين تحدثوا عن سلطان بن عبد العزيز – يرحمه الله – اطلعوا على جميع أعماله الظاهرة والباطنه .
· الجواب لا !!! فلم يطلعوا على سخيمة قلبه وما كان يكنه في فؤاده من إخلاص لله ورغبة فيما عنده جل جلاله .
2. أخذت وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز – يرحمه الله – هالة إعلامية لم يسبق لها مثيل فيما أعلم ! فهل لا يوجد في المسلمين خاصة والعالم عامة من هو مثل سلطان بن عبد العزيز –يرحمه الله - ؟
· الجواب قد يقول قائل: نعم !!! مارأينا في عالمنا المعاصر من قدم لأمته مثل ما قدم سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله - لأمته بل لنفسه !!!
وهذا صحيح ولكنني أقول: لعل في المسلمين من هو مثل سلطان أو أفضل منه ممن لا يعلم بهم إلا الله قال صلى الله عليه وسلم : ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )) ولكن ما علمناه عن سلطان ما هو إلا من عاجل بشرى المؤمن إن شاء الله نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة .

· ولا ننسى أن المال من أعظم مقومات الحياة والناس مجبولة على حب المال وقد أفاض الله على سلطان بن عبد العزيز المال وأعانه على البذل مما جعل الناس يحبونه ويطمعون في عطاءاته حتى اشتهر بينهم بسلطان الخير .
3. ما ذا قدمنا نحن لأمتنا وأنفسنا ؟ هل قدمنا شيئاً ؟ هل بذلنا ولو شيئاً يسيراً ؟ هل نويناً أن ننفع إخواننا المسلمين وأن نبذل لهذا الدين ؟ هل نوينا إن رزقنا الله مالاً أو جاهاً أن ننفع به المسلمين أو نبذلك منه شيئاً لنصرة هذا ؟ أما علمنا أن المؤمن بحسن نيته يدرك العامل بعمله ؟ يقول صلى الله عليه وسلم : (( إن بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر حبسهم العذر )) ....... .
إخوتي الكرام: هذه بعض الأسئلة المقترحة ولكم أن تضعوا أسئلة أخرى وتجيبوا عليها ، والهدف من هذا العبرة والعظة و الاستعداد لذلك اليوم الذي ودع فيه سلطان بن عبد العزيز هذه الأعمال ليجدها عند رب العالمين .
 

كتبه لكم / جبر البجالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق