بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد : فإن المتأمل في هذه الحياة الدنيا، وما أودع الله فيها من آياتٍ بيناتٍ وعبرٍ وعظاتٍ ليجد أنها مدرسة عظيمة يتخرج منها الأجيال، وميدان واسع تُكتسبُ فيه التجارب الخبرات ويرتبط فيه الحاضر بالماضي، إذ يمر الإنسان في هذه االحياة الدنيا بالكثير من المنعطفات المهمة التي تغير اتجاهه وتحول سيره وتأثر في مزاجه وتكون شخصيته .
ومن أعظم ما يؤثر في شخصية الإنسان ويسهم في تكوينه القدوة ، سواء كانت صالحة أو على العكس من ذلك، وسواء كان أولائك المقتدى بهم من الآباء والكبراء أو من الأنداد والنظراء أو من التلاميذ والأتباع .
وطريق ذلك الإعجاب، فكل من أعجب بشخصٍ أو بفعلٍ أو بقولٍ فإنه يحاول محاكاته وتقليده، فيحدث التأثر وتبدأ المنعطفات وتتشكل الشخصية، ولذلك يقال: إن الإنسان لا سيما الصغير أشبه ما يكون بالعجينة في يد الخباز، ومن هنا تنبع أهمية القدوة الحسنة، وخطر القدوة السيئة، ولذلك قال r: (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه )) ([1]) .
وإذا عُدتَ بفكركَ وتأملتَ أيام حياتك، تجد أن هناك شخصياتٍ ومواقف وأحداث أثرت في حياتك سلباً وإيجاباً، سواء جاء تأثيرها في الحال، أم كان متأخراً زمناً، ولذلك تمر بالإنسان فرص ذهبية، لايوفق لاستغلالها في الحال ولا يشعر بقيمتها وأهميتها في ذلك الوقت، فيتذكرها بعد حين ويشعر بقيمتها، فيحزن على فواتها ويتمنى أنه لم يفرط فيها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق